منتدى بسقلا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ثقافي إجتماعي ترفيهي


    البوت اسرار

    الحسن
    الحسن
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 166
    تاريخ التسجيل : 08/03/2010

    البوت اسرار Empty البوت اسرار

    مُساهمة  الحسن السبت مارس 13, 2010 10:18 am

    البيوت أسرار






    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:



    سِرُّك أسيرك، فإن تكلَّمتَ به صِرْت أسيره.





    وقال عمرو بن العاص رضي الله عنه:






    "ما وضعت سري عند أحدٍ فأفشاه عليَّ فلمته؛ أنا كنت أضيق به حيث استودعته إياه".













    ان حمل السر امانة يجب على حاملها ان يؤديها وفق ما امرنا الله تعالى ورسوله الكريم






    لذلك اعتبر من يفشي سرا بانه خائن للامانة وخائن الامانة منافق كما قال عليه الصلاة والسلام






    فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –






    "آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان" رواه البخاري













    ومن اسباب خيانة الامانة ضعف الوازع الديني والرغبة في الظهور بصورة العارف لادق واخص خصوصيات الغير وانه يعرف ما لا يعرفون اضافة الى قلة ثقته بنفسه













    ولافشاء الاسرار عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع فالفرد يصيبه غضب الله تعالى ولا يحترمه او يثق به اهله ومعارفه وينتشر الكذب والخداع والنفاق في المجتمع













    واخطر انواع افشاء الاسرار هو






    افشاء الاسرار الزوجية






    فالحياة الزوجية عبارة عن عالم صغير يعتبر نواة للعالم الخارجي





    فان كان ناجحا صالحا فان النجاح والصلاح حليف العالم الكبير.













    والاسرة افرادها بشر يصيبهم ما يصيب البشر من اخطاء وعوارض غضب او حزن او غيرة لذلك فان





    افشاء تلك الخصوصيات يهدد كيان الاسرة واستقرارها













    لو القينا نظرة سريعة على مجتمعنا اليوم لراينا ان الاسرار الزوجية للعلاقة الحميمة اصبحت على كل لسان فتلك تمدح زوجها واسلوبه وتلك تذمه





    وذاك يمدح جمال زوجته وتغنجها وتلبية رغباته وذاك يتحسر مخبرا اصحابه بسوء حظه






    وقد نسوا او تناسوا قوله عليه الصلاة والسلام






    "ان من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي الى المرأة وتفضي اليه ثم ينشر سرها"صحيح مسلم باب النكاح







    غفلوا عن طبيعة الميثاق الغليظ الذي جمعهما





    قال تعالى:





    "وقد أفضى بعضكم الى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً" النساء -21













    اما امور الحياة اليومية فحدث عنها ولا حرج فهي حديث النساء عبر الهواتف والنوادي والنت وحديث الرجال في القهاوي والرحلات والمكاتب.







    ان الكارثة تكمن في ان الزوج او الزوجة عندما يفضي باسرار بيته او فلنقل ما يحصل في بيته لا يدرك تأثير ذلك على اسرته ولا على الاسر الاخرى






    فهم يعتبروا تلك الامور عادية





    وانها والله لامور عظيمه


    لان الضرر الذي تلحقه كبير

    وان كان البعض يخاف الله فإن اقل ما يمكن حدوثه اثارة الغيرة في القلوب والحسرة على الموجود والتمرد على حياة كانت هانئة نوعا ما





    فتلك تخبر صديقتها عن هدايا زوجها العظيمة وذاك يخبر اصحابه عن شطارة زوجته في المطبخ وحسن تدبيرها






    وتلك تحكي عن اعتذار زوجها وطلب مسامحتها عندما حدث سوء تفاهم








    فتبدا النفس البشرية بالمقارنة وهذا امر طبيعي عند ضعاف النفوس





    فهي ترى زوجا لا يعتذر ولا يهدي وان اهداها هدية فلن تكون غالية بل رخيصة





    وذاك يتذكر سفرة بيته ومذاق طبيخ زوجته فيجده مرا علقما













    لست ادعو لان يذم الازواج بعضهم خوفا من الحسد والغيرة او إحداث خلاف لمن حولهم






    ابدا






    لكن فليكن كلامنا معقولا وبحدود وقيود






    فكم من بيت كان عامرا بالحب والقناعة هدمته تدخلات ومقارنات الاخرين





    مع وجود من يتصيد عورات البيوت ويوغر الصدور ويشعل النار فيها ثم يشمت في اصحابها













    ومن الامور الهامة التي يجب ان تكون مخفية هي :






    الخلافات الزوجية






    ولنا في السيدة فاطمة رضوان الله عليها قدوة فقد اخبرت ابيها عليه السلام بان بينها وبين زوجها امرا لكنها لم تفصِّل ولم تخبره ماهيته وهو عليه الصلاة والسلام لم يسالها لانه يريد ان يعلمنا درسا





    حتى ان زوجها سيدنا علي لم يشكو ما حصل لابيها وهو الرسول الكريم الذي يلجأ اليه القاصي والداني الذي سينصفه بلا شك





    لكنه علم قدسية العلاقة بينهما فسكت.













    بعض المشاكل تقتضي الافصاح عنها فعندما يعجز الزوجان عن حل الخلاف بينهما عليهما اختيار حكم من اهله وحكم من اهلها ان اقتضى الامر






    شرط توفر الصلاح والتقوى فيه والقدرة على كتمان السر













    ليس الزوج بالمعصوم فهناك من لا تأمن زوجته من اخباره باي شيء لانه يخبر به اهله او اصحابه






    وكثير من الزوجات افشت اسرار بيتها فما كان الا ان فقد ثقته فيها وربما كان الطلاق نصيبها





    ولنا فيما حدث في بيت النبي عبرة






    قال تعالى






    وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣)





    إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير(٤)





    عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (٥) سورة التحريم














    لذلك






    اقول كما قال الشاعر:








    إذا المرء أفشى سـره بلسـانـه.. ... ..ولام عليـه غيـره فهو أحمـق



    إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه.. ... ..فصدر الذي يستودع السر أضيق

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 8:55 pm